مقدمة :
مامن أحد في الوطن العربي الا وسمع عبارات مثل :
( في ستين داهية – جتك داهية – راح في داهية – داهية يلي تاخدك )
التي تدل على الدعاء على الشخص بالضرر أو المصيبة او الأذى, لكن الكثير من الناس لا تعرف ماهي الداهية التي ستأتي لهم أو يذهبون اليها وستكون مصيرهم المشؤوم.
من هي داهية :
– اتفق المؤرخون على أن داهية اسمها الاصلي ( ديهيا ) وهي كاهنة وزعيمة لقبت بزعيمة البربر الأمازيغ في الجزائر والمغرب وليبيا وبعضهم قال أن ديانتها يهودية واسمها ( يوديث )والبعض الأخر قال أنها وثنية وكانت تحمل معها على الجمل صنما من خشب وكانت تباركه وتبخره وترقص حوله قبل كل معركة .
حروب داهية :
قادت ديهيا عدّة حملات ومعارك ضد الرومان والعرب والبيزنطيين في سبيل استعادة الأراضي الأمازيغية التي قد أستولوا عليها في أواخر القرن السادس ميلادي .
سيطرت ديهيا لمدة خمس سنوات على شمال أفريقي وأسست ما يعرف بمملكة الأوراس.
وقد قال عنها المؤرخ ابن عذارى المراكشي:
( جميع من بأفريقيا من الرومان منها خائفون وجميع الأمازيغ لها مطيعون) .
– أفرجت عن جميع الأسرى وعددهم 80 أسير وأعطتهم الحرية الا انها قررت إبقاء أسير عربي واحد من الأسرى ، فكان خالد بن يزيد القيسي. تبنته وأقام عندها وعاش مع أبنائها الأخرين الذي تبنتهم أيضا ومنهم يوناني تبنته وأمازيغي
قامت بالهجوم على العرب المسلمين وجرت معركة حامية بينها وبين حسان بن النعمان عام 693 الحقت بحسان الهزيمة وتمكنت من توحيد قبائل الأمازيغ .
بعد مرحلة هزيمة حسان بن النعمان وقد كان على وشك الموت قرر أن يعيد الكرة لمقاتلة ديهيا، فأمده الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بإمدادات عسكرية وعتاد ومؤن على الرغم من انشغالات الخليفة عبد الملك الكثيرة بإخماد الثورات المعارضة في الشرق والشام وشبه الجزيرة العربية، فإتجه حسان بجيشه صوب مملكة الأوراس لمنازلتها بعد أن جمع كل المعلومات التي أرسلت له من قبل معاونه خالد بن يزيد والتي تتعلق بالأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية التي كانت عليها مملكة الأوراس.
ولما علمت ديهيا بخيانة خالد بن يزيد وقدوم حسان بن النعمان، التجئت إلى إستراتيجية الأرض المحروقة وهي خطة عسكرية أساسها هو تخريب الأراضي التي يطمع إليها العدو وتدمير أطماعه ونفذت هذه الخطة لدفع العرب الفاتحين للتراجع عن شمال أفريقيا على حد سواء، فقالت لأنصارها:
( إن العرب لايريدون من بلادنا إلا الذهب والفضة والمعدن، ونحن تكفينا منها المزارع والمراعي، فلا نرى لكم إلا خراب بلاد أفريقية كلها حتى ييأس منها العرب فلا يكون لهم رجوع إليها إلى آخر الدهر)
قال المؤرخ إبن خلدون:
« ديهيا فارسة الأمازيغ التي لم يأت بمثلها زمان كانت تركب حصانا وتسعى بين القوم من الأوراس إلى طرابلس تحمل السلاح لتدافع عن أرض أجدادها.»